الشعب المغربي يخلد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، 11 يناير من كل سنة، ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد استحضارا لصفحة مشرقة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وفي الذكرى الـ80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تسود أجواء التعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، كما تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية.
هي مناسبة إذا لتخليد البطولات العظيمة، التي صنعها أبناء هذا الوطن، بروح وطنية عالية وبإيمان عميق، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة.
عبد العزيز الطاهري أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، يرى بأن هذه المناسبة ’’تستحضر من خلالها الناشئة والأجيال الجديدة، دلالات ومعاني وأبعاد قضية وطنية، جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية’’.
ويضيف المتحدث ذاته، في تصريح لـ”بلادنا24″، أن ’’العريضة بمثابة محطة مهمة جدا في تاريخ المغرب العريق’’، مشيرا إلى أنها ’’تمكن الأجيال من دراسة تاريخ بلادهم والوقوف عند ما قدمه المغاربة، وأخذ العبرة وإتمام ما بدأه الآباء والأجداد’’.
وسجل الطاهري، أن ’’العريضة تضمنت المطالبة بالاستقلال والإصلاح’’، مؤكدا أن ’’المغرب لازال يحتاج إلى إصلاحات عديدة خصوصا على المستوى الثقافي’’.
وأشار أستاذ التاريخ، إلى ’’الانتقال الذي عرفه مسار المطالب المغربية، حيث انتقلت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، مما كان له بالغ الأثر على مسار العلاقات بين سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية والحركة الوطنية’’.
وتضمنت وثيقة المطالبة بالاستقلال، مجموعة من المطالب السياسية إلى جانب المهام النضالية، تمثلت في شقين، الأول تعلق بالسياسة العامة وما يخص استقلال المغرب، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، وانضمام المغرب للدول الموافقة على وثيقة الأطلسي والمشاركة في مؤتمر الصلح، أما الثاني فيخص السياسة الداخلية عبر الرعاية الملكية لحركة الإصلاح وإحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية والإسلامية.
وكانت وثيقة المطالبة بالاستقلال، عبارة عن ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس، حيث عكست وعي المغاربة ونضجهم، وقدمت الدليل والبرهان الكامل على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة، وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم، وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي.
ويسجل الطاهري على أن ’’هذه المناسبة، ومناسبات وطنية أخرى، من شأنها أن تذكرنا بحدث تاريخي بارز وراسخ في ذاكرة كل المغاربة، حيث يحتفي به الشعب المغربي، تخليدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وبإيمان عميق